نينا كولاجينا
قليلاً منا من سمع بإسم هذه المرأه التي اذهلت العلماء بسبب قدراتها الخارقة ، كانت نينا ذات مقدره علي تحريك الأشياء بدون لمسها أو بمجرد النظر إليها و تستطيع أيضاً أن تميز الألوان دون أن تراها حيرت الكثير من العلماء بسبب هذه القدرات الخارقه مما جعلهم يجرون الكثير من الأختبارات عليها مما أثر عليها و كان سبباً في وفاتها
ولدت في روسيا عام 1927 و كانت في الرابعة عشر من العمر حين اجتاح الألمان النازيين روسيا و حاصروا مدينة سانت بطرسبرغ ( ليننغراد ) , و كالكثير من الأطفال الروس التحقت كولاجينا , مع أبيها و أخيها و أختها , بالجيش الأحمر , و أرسلت الى داخل أتون المعركة التي استمرت لتسعمائة يوم , كانت الظروف خلالها مزرية , ففي الشتاء كانت درجات الحرارة تصل أحيانا الى اقل من أربعين درجة تحت الصفر , و كان الغذاء عبارة عن كسرة خبز صغيرة و لمرة واحدة في اليوم , و كانت القنابل و الصواريخ تنهمر باستمرار على المدينة التي تعيش ظروفا مأساوية بدون ماء و لا كهرباء , في هذه الأوضاع الصعبة , حاربت نينا ذات الأربعة عشر ربيعا في الخطوط الأمامية للجبهة و عملت كمخابرة داخل إحدى دبابات (T-34 ) الروسية حيث برزت شجاعتها و بسالتها في القتال حتى انها رقيت الى درجة رئيس عرفاء , و لكن حياتها في الجيش انتهت عندما جرحت في إحدى المعارك فأدخلت المستشفى حتى تماثلت للشفاء و تم تسريحها من الجيش ثم تزوجت و أنجبت ابنا.
اكتشاف قدرات كولاجينا الخارقة :
ادعت نينا , انها كانت تعلم دائما بأن لديها قدرات تميزها عن الآخرين و انها ورثتها عن والدتها , و هناك قصص كثيرة حول قدرتها في معرفة ما تحتويه جيوب الآخرين من دون النظر الى داخلها , إضافة الى قدرتها في تشخيص الأمراض مع انها لا تعلم شيئا عن علم الطب و لم تدرسه , و مما عزز من إيمانها و ثقتها بقدراتها هي الأمور الغريبة التي تحدث حولها عندما تكون غاضبة , ففي إحدى تلك الحوادث , كانت نينا تشعر بغضب عارم و كانت متوجهة الى رف أكواب الشاي في المطبخ عندما تحرك احد الأكواب من تلقاء نفسه و سقط الى الأرض و تحطم , في نفس الوقت , بدئت المصابيح الكهربائية في المنزل تخفت ثم تومض بشدة , و بمرور الوقت تعلمت نينا كيف تطور قدراتها هذه و تتحكم بها.
في عام 1964 , أصيبت نينا بانهيار عصبي أدخلت على أثره الى المستشفى , هناك أذهلت نينا الأطباء , فقد كانت تقضي جل وقتها في أعمال الحياكة اليدوية , و كانت تمد يدها الى سلة كرات خيوط الحياكة و تختار اللون الذي تريده من دون ان تنظر الى داخل السلة , و في السنة التالية , حين تعافت من مرضها , وافقت نينا بأن تخضع الى تجارب و اختبارات يجريها العلماء عليها , حيث اكتشف هؤلاء بأن نينا تملك القدرة على تمييز الألوان بمجرد ان تلمسها بأصابع يديها و من دون ان تنظر اليها , كما انها تملك القدرة على تسريع علاج الجروح بمجرد ان تضع يدها فوقها.
ربما تكون قدرة نينا على تحريك الأشياء بدون لمسها هي أكثر ما جلب انتباه العلماء و كذلك جلب الشهرة لها , حيث كانت نينا تجلس الى منضدة و تقوم بتحريك بعض الأشياء مثل عقارب الساعة او علبة و أعواد الكبريت و مملحة الطعام , و الظاهر ان قدرات نينا لم تكن متوفرة دوما , حيث ان التجارب التي كانت تجريها , كانت تسبقها ساعات من التهيؤ و التأمل , فقد أخبرت العلماء بأنها يجب ان تصفي فكرها و تمسح جميع الأفكار التي تفقدها تركيزها.
مع نهاية الستينات بدأت شهرة كولاجينا تصل الى الغرب , و في عام 1968 , تم التطرق الى قدراتها في المؤتمر الأول لعلم الباراسايكولجي المنعقد في موسكو , و هو الأمر الذي زاد من فضول علماء الغرب و رغبتهم لمعاينة و اختبار قدرات كولاجينا بأنفسهم , و قد واتتهم الفرصة عام 1970 عندما تمكن مجموعة من العلماء الأمريكان من لقاءها في موسكو , و وصفوا كيف قامت اثناء احد اللقاءات بتحريك بعض الأشياء الصغيرة مثل خاتم زواج و غطاء إحدى القناني , و في تجربة اخرى , وصف احد الباحثين الأمريكان الأشياء التي بإمكان نينا تحريكها على انها متباينة بشكل كبير من حيث الحجم و الشكل , و انها تتحرك ببطء و بمسار غير منتظم , كما اقر بأنهم اتخذوا عدة اجرائات قبل التجربة , للتأكد بأن كولاجينا لا تغش في أدائها , فكانوا يجعلوها تغير مكانها من الطاولة باستمرار , كما تم تفتيشها جيدا للتأكد بأنها لا تحمل حجر مغناطيس او خيوط خفية.
و في تجارب أخرى , و لمزيد من الاطمئنان لصحة الاختبار , قام العلماء بوضع أشياء لا تتأثر بالمغناطيس مثل علبة أعواد الثقاب , داخل حاجز زجاجي , لمنع جميع التأثيرات مثل حركة الهواء او الخيوط غير المرئية , و قد نجحت كولاجينا في هذه التجربة أيضا , و في اختبار أخر , قامت بتعلق كرة منضدة في الهواء لعدة ثواني.
احد العلماء الذين درسوا حالة كولاجينا , قال بأنها كانت تمتلك قدرة عجيبة في إظهار حرف (O ) او (A ) على ورق التصوير بدون ان تلمسه و كذلك بإمكانها نقل أجزاء من صور تركز النظر اليها الى ورق التصوير , و في إحدى الاختبارات , قامت كولاجينا بفصل صفار البيض عن بياضه في إناء يبعد عنها ستة أمتار.
و لعل أشهر و أقوى قدرات كولاجينا التي أثارت دهشة و فضول العلماء , هي قدرتها على التحكم في وظائف بعض الأعضاء داخل أجسام البشر و الحيوانات , ففي إحدى التجارب المصورة , جعلت كولاجينا دقات قلب ضفدع تتسارع بشدة ثم قامت بإبطائها حتى أوقفته تماما , و في تجربة أخرى , قامت بالتحكم بدقات قلب احد العلماء المتطوعين مما حدا بالقائمين على الاختبار بوقف التجربة خوفا على حياته. , و في السنوات الأخيرة من حياتها , أذهلت كولاجينا مشاهدي إحدى القنوات التلفزيونية حينما جعلت بقعة حمراء صغيرة تظهر على يد احد الصحفيين الأوربيين.
في الحقيقة , إحدى الجوانب السيئة للتجارب و الاختبارات التي أجريت على كولاجينا هي تأثيرها على صحتها , بل ان الكثيرين في روسيا يعتقدون بأنه السبب الرئيسي لموتها المبكر عام 1990 , فقد لاحظ العلماء ان التجارب كانت تجهد كولاجينا بشدة , في بعض الأحيان كانت تظهر بقع حمراء على يديها و أحيانا كانت النار تنشب في ملابسها وسط صدمة و ذهول العلماء , كان وجهها يشحب و يتشنج بعد كل اختبار و بالكاد تستطيع تحريك جسدها , كما كان نبض قلبها و ضغطها يعمل بصورة غير طبيعية أثناء التجارب , احد العلماء قال ان كولاجينا كانت تفقد اكثر من كيلوغرامين من وزنها خلال اختبار قد يستمر لنصف ساعة , كما فقدت في سنواتها الأخيرة حاسة الذوق و أصبحت الآلام في يديها و رجليها قوية جدا , إضافة الى شعورها المستمر بالإعياء و الدوخة. و قد أصيبت قبل وفاتها بسكتة قلبية كادت ان تودي بحياتها مما جعل الأطباء يطلبون منها الكف عن القيام بعرض قدراتها الخارقة
ينبغي ان نذكر في الختام , ان هناك العديد من المشككين في قدرات كولاجينا , سواء داخل روسيا او خارجها , و الذين يعتبرون ما كانت تقوم به مجرد خدع و حيل بصرية و كذلك استعمال أحجار مغناطيس صغيرة او خيوط رفيعة و شفافة و يقدمون دليلا على ذلك في الفترة الطويلة التي كانت تستغرقها للتهيأ قبل كل اختبار , و كذلك ان أكثر تجاربها تمت في بيئة مختبريه غير مسيطر عليها , كشقتها و كذلك غرف الفنادق , كما يدعي بعضهم ان ما كانت كولاجينا تقوم به يمكن لأي ساحر مبتدئ القيام به عن طريق الحيل السحرية. و كذلك يقول المشككين في كولاجينا , بأنها كانت مجرد وسيلة للدعاية الشيوعية من قبل المخابرات السوفيتية (KGP ) أثناء الحرب الباردة. اما أنصار كولاجينا فيردون على هذه المزاعم بأن كولاجينا كانت تفتش جيدا قبل كل تجربة و كانت تجبر على تغيير مكانها باستمرار داخل محيط التجربة و كانت توضع عوازل زجاجية و بلاستيكية بينها و بين الأشياء المراد تحريكها , و ان العديد من اختباراتها تمت في بيئة مختبريه مسيطر عليها داخل الجامعات السوفيتية كما ان الكثير ممن فحصوا حالتها لم يكونوا من الروس حتى تعتبر قدراتها وسيلة دعائية للنظام السوفيتي , فالعديد ممن اختبروا قدراتها كانوا من أمريكا و الغرب إضافة انه تم فحصها من قبل علماء لا يرقى الشك الى نزاهتهم و من ضمنهم اثنان من الحائزين على جائزة نوبل للعلوم.
6 التعليقات:
موضوع شيق
تسلمي
تحياتي وودي
m.hallawa
الله يسلمك ويحفظك
نورت
سلام عليكم...
بدايتك ولله الحمد موفقه يظهر انك صاحبة اطلاع نتمنى قبولنا مرتادين مستفيدين منكم... وموفقين دائما
علي موسى
استاذ علي يسعدني ويشرفني متابعتك وتواجدك بمدونتي المتواضعة ومايزيدنا الا شرف وفخر معرفتك
سمعت وقرأت عنها ورأيت لها تسجيلات قديمة
الحقيقة في فترة الحرب الباردة كان هناك الكثير من الأشياء الغريبة لدى روسيا مثل سقوط طبق طائر في اراضيها وتشريح لجثث مخلوقات فضائية ..الخ
شكرا على مجهوك الجميل في جمع تلك المعلومات القيمة
تحياتي
حسن ارابيسك
حسن ارابيسك
اهلا وسهلا استاذ حسن نورتنا
بالفعل بالفترة هذة كانت هناك العديد من الامور الغريبة
الا صديقتنا نينا لازالت الى يومنا هذا تثير الجدل
ولم يستطع احد للان معرفة حقيقة ماكانت تمارسة بتلك الحقبة
اشكرك مرة اخرى .
إرسال تعليق