الجمعة، 5 أكتوبر 2012

وأثمرت البذور - الجزء الثاني والأخير

نهض أحمد ودنا من الاستاذ عبدالرؤوف:

استاذ عبدالرؤوف ... هل تعرفني؟

نظر الاستاذ عبدالرؤوف نظرة تحمل عدم الاهتمام في طياتها وقال:

 مش واخد بالي..

أخذة احمد من يده واجلسة على مقعده وهو يرى خطول الزمن في شعره وعلى خدية:

 استاذ عبدالرؤوف انا احمد محمد...طالب كنت تدرسني في ثانوية...

وأخذ احمد يحكي له عن ذكرياته وصفة واصحابه ووكيل المدرسة والاستاذ بدر مشرف الجناح..

واخذ وجه الاستاذ عبدالرؤوف يتجهم تارة وتنفرج اساريره تارة اخرى وهو يحاول جاهدا ان يستذكر الزمن والايام التي مضت دون فائدة..
حتى تكلم احمد عن اطرائة له عندما زارهم الموجه الاول, وهنا فقط تذكر الاستاذ عبدالرؤوف الفصل وتلامذتة كأنة يراهم..بل انه يذكر اين كان يجلس احمد..

وفجأة قال الاستاذ عبدالرؤوف:

لقد تذكرتك انت احمد الواد الخايب..!!!

اراد المسؤول صديق احمد التدخل فأسكتة احمد بإيمائة منة وهنا قال الاستاذ عبدالرؤوف :

الا انت بتشتغل فين ياأحمد؟

قال أحمد بفخر: انني مدير ادارة في وزارة..

وفجأة انفجر الاستاذ عبدالرؤوف بضحكة هزت المكان هزا, وقال من خلال ضحكاتة التي ارجعتة الى ايام الشباب :

 اسمعوا الواد الخايب بيقول اية؟ مدير ادارة مرة وحدة؟؟ ياشيخ قول كلام غيرة!!!

واستطرد احمد: ومهندس ايضا..

مهندس كمان؟...

ياواد دنا مربيك على ايديه واعرف كدبك كله..اكدب على غيري..

فأخرج احمد بطاقتة الوظيفية..وعندها فقط ظهر ان الاستاذ عبدالرؤوف اخذ يصدق الحكاية...واخذ يضحك ضحكات هستريه .. ضحكات فرح مختلطة بعدم التصديق, وهو لايفتأ يردد:

والله ونفعت العيال الخايبة ياعبدالرؤوف..

 ولم يمهله احمد..فقال له وهو يضع يده وراء ظهر استاذه حبا وتقديرا..:

كلنا نفعنا ياأستاذي..محمد اصبح دكتورا,يعقوب اصبح مهندسا, واسماعيل يعمل في النفط, وعبداللطيف محاميا..


واخذت الدموع تترقرق في عين الاستاذ عبدالرؤوف وهو يهذي:

والله وعرفت تربي ياعبدالرؤوف..الله يرحمك ياوالدي..الله يارحمك ياأمي, قلتولي مرة انك سوف تسعد في هذة المهنة..

واستطرد يكمل ودموع تلتمع في عينية:

 الحمدلله..ان سعادة العالم لو اجتمعت لن تضاهي سعادتي هذا اليوم بأن ارى ابنائي نجحوا, والبذر الذي بذرتة تفتح واصبح يانعا..

وهنا قال احمد:

استاذي سوف تذهب معي للغداء في بيتي...لان الشله القديمة..آسف اقصد تلاميذك سيكونون هناك..

ولم يرد عبدالرؤوف لانة كان يمسح دموع الفرح, بل اجاب بهزة من رأسة دليل الموافقة.

ونهض مع احمد ثم دنا من المسؤول صديق احمد وقال له:

 سيدي .. لاأريد مكافأة انهاء الخدمة..فقد اخذتها من فم احمد..وماوصل اليه هو وزملاؤة..

وضحك ضحكة قصيرة وقال للمسؤول: مش عايز المكافأة .. اشبع بيها..

وخرج عبدالرؤوف مع تلميذة احمد وراح في الزحام.



 

6 التعليقات:

حسن ارابيسك يقول...

الحقيقة قلمك يدلل على تمكنك الرائع والجميل في صياغة الحوار بين شخصيات قصتك والتي أعتقد أنها بالفعل ليست من خيال ولكنها نموذج لجيل بأكمله عبر هذا الوقت وتلك المرحلة في ذاك الزمن من بدايات نهضة الكويت التعليمية والحقيقة تلك القصة الرائعة لتدلل بالفعل على نبل وجمال الوفاء في هذا الجيل الجميل من أبناء الكويت الذين كانوا يكنون كل الحب والتقدير والوفاء والعرفان للشقيقة الكبرى مصر في بدايات نهضة الكويت في مجالات شتى وتدوينتك الجميلة بحوارها الثري يدلل أيضا على انسانة تحمل بداخلها شيئ نادر وجميل كان موجود داخل هذا الجيل الذي لن يعوض بوفاءه وتواضعه وبساطته... رحم الله هذا الجيل
في النهاية لايسعني الا اقولها بصراحة أنكِ تملكين ناصية اللغة ببراعة السهل الممتنع
تحياتي
حسن أرابيسك

كريمة سندي يقول...

كثيرا ما نتفاجأ بأناس أظهروا الكثير من النجاح في حياتهم وكانوا في سنواتهم ألأولى رمز للتخلف .. حوار ثري قرأته هنا .. وأعجبتني النهاية كثيرا أبدعتي

غـَنـج يقول...

حسن ارابيسك

اهلا وسهلا فيك استاذ حسن

بالبداية اشكرك والشكر لايكفيك للأمانة

مصر كانت ولازالت ربان العرب

حفظها الله وشعبها من كل مكروة

لكل تطور وحضارة ونسب نجد للفراعنه عرق فيه يزيدنا شرف وحب وارتباط لهذا البلد العظيم

ثانيا : الدنيا لازالت بالف خير

مثل ما في سيء في جيد وياليت الناس كلها عبدالرؤوف واحمد :)

نورت وتحياتي لك وتشرفنا بتواجدك الجميل

غـَنـج يقول...

كريمة سندي

حبيبتي واستاذتي الغالية كريمة

أحبك في الله ..كلامك في الصميم

وربما من احد اشهر اقوال اجدادنا كانوا يقولون

الهادي واهو صغير يكبر ويصير ابليس !

والعفريت واهو صغير يكبر ويصير ملاك ! هههههههههههه

علي موسى يقول...

سلام عليكم...
نهاية بحق سعيدة...اسلوبك عفوية لا يتكلف المعنى بنتظار الجديد موفقين

غـَنـج يقول...

علي موسى

وعليكم السلام والرحمة

سعدت انك شفت الجزء الثاني كنت حابة اعرف رايك

نورت وشرفت

إرسال تعليق